Page 119 - web

‫واقع بروتوكولات العمل التي تبقى تتسم بالطابع التقليدي‬ ‫الإشكالية‪ ،‬تلك المتعلقة بالقيمة القانونية للمعاينات‬
‫البصرية التي تقوم بها مصالح الأمن وتوثقها في محاضر‬
‫البيروقراطي البطيء‪ ،‬حيث إن اعتماد خيار إدماج التكنولوجيا‬ ‫قانونية‪ ،‬فكيف يمكن إثبات صحة وحجية هذه المعاينات إذا‬
‫ما تمت على محتويات يحتمل أنها تعرضت لتغيير خصائصها‬
‫‪ISSUE No. 450‬‬ ‫في تدبير العمليات الأمنية يجب أن يواكبه تطوير شامل في‬ ‫التقنية باستعمال خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي‬
‫موثوقيتها الواقع أو تتفوق عليه (معاينة المحتويات الرقمية‬
‫خطط العمل ومستويات القيادة واتخاذ القرار‪ ،‬بشكل يصبح‬
‫والمواد البصرية والأصوات)‪.‬‬
‫معه تكامل التكنولوجيا والإستراتيجيات العملياتية مصدر‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬تحرص مصالح الأمن الوطني على‬
‫تعميم ثقافة الوعي بواقع وتداخل تقنيات الذكاء الاصطناعي‬
‫قوة في تدبير المهام اليومية واستباق التهديدات والأخطار‬ ‫مع جميع جوانب الحياة البشرية المعاصرة‪ ،‬وهي الثقافة التي‬
‫تفرض على نساء ورجال الشرطة بمختلف رتبهم وتخصصاتهم‬
‫الأمنية‪.‬‬ ‫التوفر على الحد الأدنى من المعرفة التقنية‪ ،‬بشكل يسمح‬
‫لهم باستحضار الإمكانيات والخبايا التكنولوجية خلال ممارسة‬
‫ومن منطلق هذا التوجه‪ ،‬تسعى المديرية العامة‬ ‫مهامهم الوظيفية‪ ،‬حيث أن رجل الشرطة اليوم مطالب‬
‫بالتعامل مع الوقائع والأدلة المادية من خلال رؤية تراعي‬
‫للأمن الوطني إلى مواكبة عمليات إدماج البرمجيات المبنية‬ ‫تأثيرات الذكاء الاصطناعي وأنترنيت الأشياء وغيرها من التقنيات‬

‫باستعمال خوارزميات الذكاء الاصطناعي ضمن المهام‬ ‫الجديدة‪.‬‬
‫ومن مخاطر استعمال الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني‬
‫فحضوًا ًلل‬ ‫من دورات التكوين‬ ‫الشرطية بتنظيم مجموعة‬ ‫تسجيل ثغرات كبيرة بسبب التباين الحاصل بين التطور الكبير‬
‫وإمكاناتها التشغيلية‪،‬‬ ‫استخدامات هذه التكنولوجيات‬ ‫في التكنولوجيات والأنظمة المعلوماتية المستخدمة‪ ،‬وبين‬

‫عن مواكبة عملية رقمنة الخدمات بتغييرات متواصلة في‬

‫أساليب ومخططات العمل‪ ،‬بشكل يسمح بتشكيل منظومة‬

‫عمل تندمج فيها التقنية مع الكفاءة البشرية في تحقيق‬

‫أهداف الأمن المادي والسيبراني‪.‬‬

‫مستقبل الذكاء الاصطناعي في العمل الأمني‬

‫إن استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي في العمل الأمني‬

‫وأنظمة المراقبة ليست بمسألة صعبة أو مستحيلة‪ ،‬بالنظر‬

‫لأن أسس هذا المستقبل قد وضعت بالفعل في الحاضر‪.‬‬

‫‪119‬‬